محمد اليوبي
احتج نواب برلمانيون بقوة على وزير الشؤون العامة والحكامة، لحسن الداودي، لعدم تفعيله لقرار تسقيف الأسعار الوارد ضمن توصيات اللجنة الاستطلاعية حول أسعار المحروقات. ووصلت حدة الهجوم على الوزير، خلال جلسة الأسئلة الشفوية التي عقدها مجلس النواب، أول أمس الاثنين، إلى درجة وصفه بـ«الكورتي» من طرف نائب برلماني ينتمي إلى فريق الأصالة والمعاصرة.
واتهم النائب البرلماني هشام المهاجري، عضو فريق حزب الأصالة والمعاصرة، الحكومة بكونها انحازت في موضوع تسقيف أسعار المحروقات لشركات التوزيع، وخذلت الشعب المغربي، وقال مخاطبا الداودي: «أنتم حزب خذلتم وغدرتم المغاربة، والبرلمان الذي نصبكم كحكومة، بكافة مكوناته أغلبية ومعارضة طلب منكم تسقيف أسعار المحروقات لكنكم رفضتم واتخذتم قرارات لصالح هذه الشركات»، مضيفا «وبذلك احتقرتم المغاربة واحتقرتم البرلمان، هل تريدون من المغاربة أن يحتجوا مثل الفرنسيين، لأن المواد الغذائية والمحروقات وصلت مستويات قياسية؟». وزاد المهاجري مهاجما الوزير الداودي بالقول: «واش أنت وزير الحكامة أو وزير الوساطة، واش أنت وزير ولا كورتي؟ لأن المطلوب منكم هو تحديد الأسعار وتسقيفها وليس التفاوض مع الشركات، فهذا ليس من حقكم»، وأضاف «أنتم تعقدون مجلسا لإدارة الشركات كل يوم خميس وليس مجلسا للحكومة».
وأثارت كلمة «كورتي» ضجة داخل قاعة الجلسات بمجلس النواب، بعد احتجاج نواب حزب العدالة والتنمية، الذين اعتبروها إهانة للوزير، وطالبوا بسحب هذه الكلمة، قبل أن يتدخل المهاجري في نقطة نظام ليشرح بأن المقصود بكلمة «كورتي» هي «لعب دور الوسيط وبأن ما قاله ليس سبة». أما الوزير الداودي فاكتفى، في رده، بالقول: «كل إناء بما فيه يرشحه، وهذه ليست لغة للبرلمان، وأن المغاربة لن يثقوا في الأصالة والمعاصرة»، وقال إنه «لم يؤد الأموال للدخول إلى البرلمان، كما يفعل كثير من النواب»، مضيفا «لي ما عارفش المعطيات يسكت»، ومشيرا إلى أنه لن يستعمل ورقة التسقيف حاليا، لأنها «ليست في صالحه سياسيا»، مشيرا إلى أن قانون المنافسة يعطيه الحق في التدخل لاستعمال قرار التسقيف مرتين فقط كل ستة أشهر، وأوضح بالقول: «سياسيا ما باغيش نضيع سنة ديالي لأنه عندي ستة أشهر زائد ستة أشهر حسب قانون المنافسة».
وكان الداودي عقد اجتماعا مع وفد يمثل جمعية تجمع النفطيين بالمغرب، توج بالإعلان عن تخفيض أسعار المحروقات بحوالي 60 سنتيما في اللتر، ابتداء من يوم السبت، وذلك إثر تراجع أسعار النفط في الأسواق الدولية إلى أقل من 60 دولارا للبرميل. فيما أوضح عادل الزيادي، رئيس تجمع النفطيين، أن الوفد عبر للوزير عن رفضه للمزايدات السياسية في موضوع المحروقات، في إشارة إلى التصريحات الأخيرة للداودي أمام مجلس المستشارين، والتي هدد من خلالها شركات المحروقات بإصدار قرار تسقيف أسعار المحروقات.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء